سعودي ينتحل صفة طبيب استشاري للاطلاع على عورات النساء
ينتظر شاب انتحل صفة طبيب استشاري من مستشفى الملك فيصل التخصصي المثول أمام المحكمة بتهمة انتحال شخصية طبيب، والاطلاع على عورات المريضات بعد أن قبض عليه متلبسا في مدينة الملك فهد الطبية في الرياض.
وأفاد المتحدث الرسمي لشرطة منطقة الرياض الرائد سامي الشويرخ لـ"الوطن" أن منتحل شخصية الطبيب هو متدرب، دخل في موقع غير مخول له بدخوله، مبررا تواجده في قسم العناية المركزة بأنه طبيب استشاري (بحسب إفادة المنتحل للشرطة).
وأضاف الشويرخ أنه تم التحقيق مع المنتحل وأطلق سراحه بكفالة، مع إحالة قضيته للمحكمة.
وحسب تفاصيل القضية فإن مجهولا اخترق العناية المركزة بمدينة الملك فهد الطبية، مدعيا أنه طبيب استشاري معطيا نفسه فرصة التجول على المريضات خلال ساعات الزيارة ومنح نفسه حق سؤالهن عن أحوالهن الصحية منذ 6 أشهر.
وجاء ذلك أمام مرأى أعين الممرضات والممرضين، ومرّ قبلهن على حراس الأمن والأطباء والإداريين، دون أن يكشفه أحد، سوى ابن مريضة مسنة كانت ترقد في قسم العناية المركزة، شك في أمره
منذ لاحظ تواجده لأول مرة.
ووصف منصور الفهيد ابن إحدى المريضات الذي كشف أمر منتحل صفة الاستشاري، ما حدث في إحدى زياراته، مسترجعا اللحظة التي شك فيها بالمنتحل (تحتفظ "الوطن" باسمه) عندما رآه لأول مرة ورآه يتجول بين المريضات ويطلع على ملفاتهن، ومر بوالدته المسنة والمنومة في قسم العناية المركزة بالمدينة وهي في وضع صحي غير مستقر وسط غيبوبة كاملة، فسأله عمن يكون فادعى بأنه طبيب استشاري من مستشفى الملك فيصل التخصصي وبسؤاله عن حالة والدته كانت إجاباته غير دقيقة وغير علمية، فشك الفهيد في أمره بسبب صغر سنه إلى جانب ردوده الركيكة.
وفي اليوم الثاني من الزيارة (يوم الجمعة) تكررت رؤية الفهيد لهذا المجهول وهو برفقة الممرضين والممرضات ويضحك معهم، مما دفع الفهيد إلى البحث عن المدير المناوب للعناية المركزة وإبلاغه بما شك فيه ، وتم تسجيل محضر لدى أمن المدينة الطبية، وتم ترتيب كمين مع المسؤولين في المدينة، وقبض عليه "يوم السبت" متلبسا وهو يتجول على المريضات ويطلع على ملفاتهن، وسجل ضده محضر ضبط في المدينة، ثم أحيل لشرطة السليمانية للتحقيق في أمره.
وقال الفهيد إن المنتحل برر ما قام به للضابط بأنه يعرف إحدى الممرضات التي طلبت منه الادعاء بأنه استشاري حتى يقل عدد الزوار في العناية المركزة (بحسب ما أخبره به الضابط).
وأضاف الفهيد أن مركز الشرطة استدعاه لسؤاله عما إذا كان يتهم المنتحل بشيء فقال إنه لا يعلم بما يمكنه أن يتهمه به، لكنه أبدى لهم تخوفه من إقدام المنتحل على أي شيء بدخوله على المريضات دون وجه حق.
وطالب ابن المريضة منصور الفهيد وزير الصحة الدكتور حمد المانع بتشكيل لجنة محايدة (يكون أعضاؤها من خارج القطاع الصحي، كهيئة الرقابة ووزارة الداخلية و إمارة منطقة الرياض) لفتح ملف للتحقيق حول الوضع الإداري والطبي.
وأكد المحامي والمستشار القانوني خالد بن سعيد الشهراني لـ"الوطن" أن هذه الواقعة بالشكل الذي حدث، تعدّ "انتحالا للشخصية"، مشيرا إلى أن ذلك الانتحال يخالف نظام مزاولة الطب البشري.
وحدد الشهراني الإجراءات النظامية التي ينبغي العمل بها في هذه الحالة، بدءا بالحق الخاص إذا لحق بإحدى المريضات ضرر، فيحق لها التقدم للجهات المختصة لتطبيق العقوبة عليه، ليبقى الحق العام "حق الدولة" بتطبيق العقوبات التي تطبقها الحكومة على الأفراد لحماية المجتمع، موضحا أن العقوبة التي تطبق بحق هذا المنتحل تترك لتقدير القاضي، مضيفا أنه لولي الأمر التمسك بهذا الحق أو التنازل عنه.
واتفق معه المحامي والمستشار القانوني أحمد المحيميد في أن الواقعة تُعد جريمة انتحال شخصية، موضحا أنها لا تخلو من التزوير، يمكن أن يهدف من ورائها أهدافا جنائية أو غير إنسانية كالحصول على منفعة مادية أو متعة محرمة أو محاولة لاختطاف أو التهديد أو الانتقام أو تصفية الحسابات.
وأضاف أن ذلك يشدد العقوبة ويجرمها، من خلال تحمل المستشفى للمسؤولية عن وقوع ذلك لإهماله تشديد النظام الأمني في العناية المركزة، موضحا أن المستشفى يتحمل كامل المسؤولية عند تعرض أي من المرضى أو المنسوبين أو المراجعين لأي ضرر أو أذى، بخلاف المسؤولية الجنائية التي تقع بالكامل على مرتكب الجريمة.
من جانب مدينة الملك فهد الطبية، أشار مدير إدارة المتابعة يوسف الشامخ لـ"الوطن" إلى ما حدث من اكتشاف ابن المريضة للمنتحل، موضحا أن شخصية المنتحل هي "فني متدرب"، سلم لمركز شرطة السليمانية بناء على محضر تسليم.
وأضاف أن الممرضات ادعين أنهن لم يشككن في أمر المنتحل لأنه كان يأتي في أوقات الزيارات فقط.
ولفت الشامخ إلى الإجراءات التي اتخذتها المدينة بعد إحالة المنتحل إلى السلطات الأمنية المختصة، بدءا من اجتماع المتابعة مع المدير الطبي للعناية ومدير التمريض ومدير الأمن، لبحث ما حصل، موضحا ما خرجوا به من توصيات بعد الواقعة، تمثلت في التشديد على الالتزام بسياسات الأمن بالمدينة والتشديد على الممرضات في كل قسم بمسؤوليتهن عن الجناح الموجودات فيه والإبلاغ عن أي شخص يشككن في أمره سواء كان طبيبا أو عاملا من غير العاملين في نفس القسم، فتسأل وتبلغ عنه، ويتم العمل بذلك في كل قسم (كل بما يخصه)، مع التوصية بحظر دخول الأطباء لأقسام لا علاقة لهم بها، خاصة قسم العناية المركزة.
وأضاف أن المدينة مجهزة بنظام أمني يسمح بدخول المختصين في كل إدارة وقسم لإداراتهم وأقسامهم فقط بواسطة بطاقات ممغنطة، ولا يسمح بدخولهم لغير إداراتهم وأقسامهم، مع التشديد في نفس الوقت على تحديد أوقات الزيارة في العناية المركزة وتحديد عدد الأشخاص الزائرين بإشراف رجال الأمن، ويتم التنسيق مع مدير العناية لتطبيق النظام ويقفل الباب في غير أوقات الزيارة.
وألحق المسؤولون بالمدينة هذه الإجراءات بخطاب للمطالبة بحقها (اطلعت عليه "الوطن" خلال لقائها مدير المتابعة)، أكدوا من خلاله، انتهاك حرمات وعورات المرضى في العناية من المركزة من النساء وإجراء الكشف عليهن، علما بأنه ليس من محارمهن ولا يمت إليهن بأي صلة متخفيا وراء زي أحد الأطباء، وتم الاستشهاد بشكوى الفهيد.
إلى جانب انتحال هذا الشخص لشخصية طبيب استشاري وادعائه بأنه أحد أطباء مدينة الملك فهد الطبية وأنه يعمل في قسم العناية المركزة، مؤكدة أنه منافٍ للحقيقة، مع إرفاق إفادة الطبيب الذي يعمل بالعناية.
وأشار المسؤولون إلى ادعائه المعرفة بالطب وهو غير مؤهل لذلك، وقام بالاطلاع على ملفات المرضى مما يعد تلاعبا بأرواح المرضى، مع تأكد إدارة المتابعة من عدم تقديمه للعلاج لأي مريض أو مريضة. ولفت المسؤولون إلى دخول "المنتحل" لأماكن غير مصرح له بها
والتردد عليها وحضوره في أوقات بعد نهاية الدوام الرسمي حتى لا يلفت النظر إليه من الأطباء.
وأكد المسؤولون في المتابعة تزوير "المنتحل" لمستند رسمي وهو شهادة تدريب غير مصدقة من مصدرها.