متعة الإهانة

موضوع: متعة الإهانة الإثنين 14 سبتمبر 2009, 5:29 pm

روي عن فيلسوف روماني .. كان يحاور زميلا له, فعيره زميله بأنه لا يتقن اللغة الأخرى التي يناقشان ما ترجم منها, فانصرف الفيلسوف وعاد بعد عام فقط..وقد ألف معجما لتلك اللغة التي كان يجهلها تماما..

إلى أي مدى..تؤثر فيك الإهانة..؟ هل تكسرك.فتجعلك متقوقعا على ذاتك, تهجر الدنيا بمن فيها وتتمنى حينها أنك كنت نسيا منسيا؟ أم أنها توقظ شيئا ما في نفسك.. لتبدأ بعدها اكتشاف صفة لم تكن قد عرفتها سابقا..؟ أو تطوير موهبة كنت قد أهملتها ؟؟ أي الأنواع أنت..؟ أحيانا .. نحتاج للإهانة لتكون لنا دافعا للنجاح.. قد يستغرب البعض هذا الرأي على الرغم من صدقه وكما قال أحدهم...الحقيقة قادرة على الدفاع عن نفسها...بصدقها. والدليل على ذلك.. جرب أن يهينك أحدهم وينعتك بالجبان, ماهي ردة فعلك تجاه ذلك....؟ أول ما سيتبادر إلى ذهنك.. هو افتعال مشاجرة بينك وبينه لتثبت لنفسك أولا..ثم للجميع أنك بخلاف ما وُصفت به. ثم بعدها... أعتقد أنك ستنخرط في بكاء لوحدك..فالإهانة تؤلم النفس..وإن جعلتك تتماسك حينها.. لِم شعرت بالألم حينها.....هل لإعتقادك أنك لم تكن تستحقها..؟ أم لأن تلك الإهانة جعلت تبصر ضعفا في ذاتك لم تكن قد شاهدته قبلا أو كنت تغض الطرف عنه خوفا من مواجهة الحقيقة.. فبكيت حينها .. على نفسك..؟ هناك نوعية جيدة من البشر...يحلو لها أن تختبر قدراتنا أحيانا بطريقة مؤلمة اضطرارا منهم.., لكي توقظ قوة راكدة في النفس...هم يعرفون أننا نملك تلك القوة.. لكن ربما لخجلنا من اظهارها...او ربما لجهلنا بتلك القوة نبدأ بتفصيل ستار بيننا وبين تلك الموهبة..خشية الظهور

حضرتني قصة ... ذكرها لي أحدهم أنقلها لكم هنا..بتصرف مني.. كان يدرس في جامعة ألمانية...طالب أسود, كان حاد الذكاء, قوي الملاحظة..لكنه لم يكن يظهر ذلك شفهيا أمام الأستاذ والطلاب الآخرين, ربما لخجله..أو ربما لعدم ثقته بإجابته, فالإمتحان الشفهي سبب من أسباب التفوق وحصول الطلاب على منحة دراسية.. وكان الأستاذ طيب القلب.. معلم محترف يعرف في قرارة نفسه أن الطالب يستحق المنحة الدراسية لذا لابد أن يتفوق شفهيا.., أراد تطبيق تجربة نفسية تدعى (الطريقة الألمانية), وهي استثارة غضب الطالب ليوقظ همته,.... فما كان منه إلا أن قال للطالب...: أيها الطالب (الأسود).. هل تجهل الإجابة.. غضب الطالب كثيرا.. وتصور أن المدرس عنصري يكره السود الطالب لم يظهر غضبه, ولم يجادل الأستاذ...لكنه أظهر عبقريته...وجعل جميع من بالفصل..منبهر بذلك العقل...الفذ, جعل من اجاباته الشفهية..رشاشات..ظن أنها أرجعت بعضا من كرامته.. والجائزة الكبرى... هي فوز الطالب بالمنحة الدراسية..التي أزاحت عن عاتقه هم مصروف الدراسة.... لشدة فقره.. وأعتقد أن المعلم..لكي يطيب خاطر الطالب...ذكر له تلك الطريقة الألمانية..وربما اعتذر منه.... انتهى..

البعض ممن حولنا..يُلبس الإهانة ثوبا.. فهو يهينك بانتقاد..ويدعي أنها نصيحة لا أكثر.. لا تستطيع كشف ذلك أمام الملأ خوفا من أن ينعتوك بأنك حساس... أو من الذين لا يتقبلون النصيحة نصيحة لك.. لا تعطي لهؤلاء البشر الفرصة لرؤية الألم في نفسك.. واجعل ما يقولون . بعض من انجازاتك التي تفخر بها.. فقل لنفسك (رحم الله امرئ...اهدى إلي عيوبي).. وحقيقة الأمر أن هذا الشخص يساعدك في غربلة نفسك لتخرج نقيا خاليا من العيوب...لذا.. لاتعذب نفسك معهم.. الإهانة...كثيرا ما تعطينا قوة..لا نملكها في الحقيقة.. يكون سببها..غيرة على النفس ودفاعا عنها... لنثبت أمام الملأ أننا بخلاف ما وصفنا به, المشكلة هنا هي جهلنا الطريقة التي نستطيع بها اثبات العكس.. قد نستطيع بعدة طرق...منها.. الجلوس مع النفس... وتجاذب أطراف الحديث معها, أحيانا نعجز أن نكون صادقين مع أنفسنا تماما.. نخشى أن نعترف بضعفنا أمامها لتهدم كل قوة تصورناها عن أنفسنا, الخوف ضروري في بعض الأحيان لكن ليس إلى الدرجة التي تفقدنا مصداقيتنا...حتى مع النفس ولكي تخفف من وطأة الإعتراف بالضعف..علينا أولا أن نعقد النية كخطوة أولى قبل الإعتراف...أننا لن نستمر بهذا الضعف, وسنستخدم بدائل قوة تنجينا من ألمه. أحيانا..تساعدنا الإهانة على خلق مفترق طرق لنا.. لنغير مسار نهج انتهجناه طيلة حياتنا, اعتقدناه أنه نهج صالح..لكن ربما لضعفنا أو كسلنا..أو قلة ثقتنا بنفسنا..نتعامى عن تغيير الذات التي نحملها بين أرواحنا, لذا فالإهانة تجلي الطرقات أمامنا
وتقوي بصرنا..

نحتاج للإهانة في حياتنا.. ربما لولاها..لما اكتشفنا مداخل أدت إلى تفوقنا وأيضا اكتشافنا لذاتنا... أتساءل أحيانا.. لو لم يعير الزميل.. الفيلسوف بجهله لتلك اللغة.. هل سيكون للفيلسوف الدافع لتعلم تلك اللغة والتي كانت سببا لشهرته بعد تأليفه للمعجم..؟؟ ولو لم يهن الأستاذ..الطالب بلونه... هل سيفوز بالمنحة الدراسية, والتي أجزم أنه بعد انتهاءنه منها..أهلته لشغل منصب كبير؟؟

عندها تكون للإهانة متعة لا مثيل لها
ودمتم بود

يسلمو يالشامخ .....فعلا موضوع مثير للجدل والنقاش
اولا :الى اي مدى تؤثر فينا الاهانة ؟
جميعنا نحتاج لوقفة ونرى هل مررنا بتجربة اهانة في يوم من الايام وماذا فعلت بنا ؟
وهل ياترى اثرت بنا بتاثير ايجابي ام سلبي ؟
ايجابي :اي هل هذه الاهانة فجرت مابداخلي من براكين خامدة وجعلتني استيقظ لنفسي وحياتي .....اعرف كثيرا من اناس خولي كانوا لايعدون انفسهم شيئا بالمجتمع ولمجرد انه تعرض لصفعة من حبيب او قريب او حتى بعيد ايقظته واصبح ذلك الشخص الذي يضرب به المثل لروعة صنيعه ....فهذه طريقة سليمة بالتفكير بان اخرج الطاقة الكامنة من داخله لمجرد انه تعرض لاهانة واحس بالغضب
او ان يكون تاثيرها سلبي :بانها جعلتني اتقوقع على نفسي واغلق الابواب والنوافذ من حولي واعيش بظلام حالك لمجرد تعرضي لاهانة من شخص ربما اراد لي الخير حتى يوقظ مابداخلي من طاقة خامدة او من شخص اراد اهانتي لمجرد انه اراد ذلك
اذا نحن يجب ان نحكم عقولنا اين نريد توجيه هذه الطاقة وفي ماذا نستهلكها
ثانيا :كثيرا منا توجوهوا بطاقاتهم الى الايجابي ولكن استخدمها بطريقة صحيحة ام خاطئة هنا تكمن طريقة تفكير كل انسان
لاننكر بان من الشباب من سلكوا الطريق الصحيح ومنهم هذا الفيلسوف والشاب الزنجي ومنهم ايضا الاطباء والمهندسين والايدي العاملة التي تفي شخصه الكريم والمجتمع من حوله ............ولا ننكر ايضا بان من الشباب من سلكوا الطريق الخاطئ والضال ....مثل الارهاب
نعم فهذه طاقة منبعثة من داخلهم ولكنهم اخطؤا في توجيهها بالمسار الصحيح الكثير مما اسمع لهم من تجاربهم بانهم تعرضوا لاهانة من احد والديهم او اقاربهم او حتى اصحابهم فاراد ان يثبت للجميع بانه عكس مايقال له وبانه لايستحقها ....فاثبت لهم ذلك بالفعل ولكن نتج عنه غضب من الله ورسوله ......فماذا استفاد وبماذا فاد المجتمع ؟
اذا نحن يجب ان نحكم عقولنا قبل توجيه هذه الطاقة الغاضبة التي نتجت من مجرد ....اهانة ولكن بطريقة سليمة وصحيحة حتى نشعر بمتعتها.
احترامي
ميرلين

مشكوووور الشامخ على موضوعك المتميز واللذي فعلا يجعلنا نتوقف عليه من عدة نواحي...
من وجهة نظري المعرضة للصواب والخطاء..
واللذي أؤمن به.. انه ليس كل مالدى الغرب من نظريات او أساليب يجب ان نطبقها..
فاللذي أراه أنه صحيح ان الاهانه قد تنتج ما ذكرته من ابراز مواهب و.. الخ
ولكن ياترى ماذا ينتج في النفوس بعد ذلك؟؟ متعة الإهانة Icon_question

-لن ينتج الا البغضاء والكره .. فمثلا هذا الزنجي واللذي قد تعرض للاهانه حتى ولو كان هذا المدرس قد ساعده في اخراج مواهبه
ثم بعد ذلك اعتذر منه
كيف سيكون موقفه امام زملائه
حتى وإن اثبت جدارته أمامهم ..
كيف سيكون موقفه امامهم وكل قد ذهب في حال سبيله .. فستبقى في ذاكرتهم تلك الاهانه <<فالاهانه تبقى اهانه برأيي
وإن اردنا ان نبرز مواهب من نحب أو أي شخص كان... فهناك أساليب وطرق أخرى لنصل الى مانريده.
*حسنا دعنا نرى الموضوع من زاوية اخرى
إن كانو بلا دين يربيهم على مكارم الاخلاق وحسن الخلق
فإن الله عزوجل قد من علينا بنعمة الاسلام .. واللذي به تعلمنا مكارم الاخلاق ..تعلمنا أمر قد اخبرنا به رسولنا الكريم ألا وهو
"أحب لاخيك ماتحب لنفسك" وهنا نطرح تساؤل
هل ترضى بالاهانه لنفسك
كما ان الله عزوجل قد كرم بني ادم فكيف لنا ان ناتي نحن ونستخدم أسلوب الاهانه .. وهو جل شأنه قد رفع قدرنا وشرفنا عن باقي المخلوقات ..
وإن اردنا مساعدة الاخرين في إخراج مواهبهم فهناك أساليب أخرى نستطيع أن نستخدمها .. وبأسلوب أرقى وأروع
هناك النصيحه ...أو التحدي.. أو التشجيع.. أو المحاكاة.. ولست أعني المحاكاة الشفهيه فقط لا إنما أعني المحاكاة الفعليه ايضا.
اااسفه للأطاله ولكن اختم مشاركتي بتساؤل ...
كيف أستطيع أو أقبل أن أعامل الناس بإسلوب الاهانه حتى لو قصدت رفع مستواهم
"فكل دليل على نفسه بأخلاقه"
تقبل مروري
دووودووو

كما ان الله عزوجل قد كرم بني ادم فكيف لنا ان ناتي نحن ونستخدم أسلوب الاهانه .. وهو جل شأنه قد رفع قدرنا وشرفنا عن باقي المخلوقات ..
وإن اردنا مساعدة الاخرين في إخراج مواهبهم فهناك أساليب أخرى نستطيع أن نستخدمها .. وبأسلوب أرقى وأروع

موضوع رااائع

وان الكل لايرضي بالاهانه

وفيجب ان لانهين احد حتى لاياتي يوما وننهان فيها